أعيش مع زوجتي في كيبوتس غفولوت. ويعيش أطفالنا وعائلاتهم أيضًا في النقب الغربي، المعروف باسم "غلاف  غزة". في الساعة 6:30 صباحًا في السابع من أكتوبر، كنا جميعًا متصلين بالفعل في مجموعة الواتسآب، وقام الجميع بالإبلاغ عما يحدث في منزلهم. في تلمي يوسف، كانت ابنتي يعرا مع أطفالها في الغرفة المحمية، وفي كفار عزة، أبلغت ابنتي هاجر أن كل شيء على ما يرام. وبأثر رجعي، اتضح لنا أنه حتى عندما لم يكن الأمر على ما يرام، أبلغت أن كل شيء على ما يرام. في الساعة 6:45 كانت معها في الغرفة المحمية طفلة مغطاة بالدماء،  ابنة الجيران، أبيجيل،. أفيحاي، زوج هاجر، واجه المخربين  كجزء من فرقة الطوارئ في الكيبوتس. وفي الساعة 10:45 أرسلت له رسالة مفادها أن المخربين كانوا في منزلهم، وأنه أصيب بالفعل. وبعد ذلك مباشرة، قطع الاتصال بهم. وحاولنا تجديده خلال الساعات القليلة القادمة، دون جدوى. اتصلت بجميع الأشخاص الذين أعرفهم في كفار عزة، ولم يرد عليّ سوى شخص واحد. وقال إنه لا يعرف أي شيء عما كان يحدث خارج الغرفة المحمية، باستثناء أن الوضع كان فظيعًا، ومنذ تلك اللحظة، تم تدمير عالمنا.

وبعد بضعة أيام، جلس أفيحاي وحيدا أمام مكاتب الحكومة حاملا لافتة كتب عليها: "عائلتي في غزة". انضممت إليه خلال ذلك اليوم. انضم أشخاص آخرون بعدي. في المساء، كانت جميع وسائل الإعلام هناك بالفعل. اقترح أمنون ليفي أن آتي إلى الاستوديو في اليوم التالي، وهكذا أصبحت من الأشخاص المطلوبين لإجراء المقابلات. ومنذ ذلك الحين لم أرفض طلب مقابلة من أي قناة، لا إذاعة ولا تلفزيون، باستثناء طلبات القناة 14 رأس الحربة في آلة التحريض. كما شاركت في الاحتجاجات في الشوارع. كان من المهم بالنسبة لي أن أقول إن حماس ارتكبت مجزرة شريرة وسادية، وأنها لم تكن حرباً لأي غرض. وإنها منظمة إرهابية قاتلة ظلت منذ سنوات تفعل بشعبها ما فعلته بنا في السابع من أكتوبر. ولكنني أفصل أيضًا بين السكان الذين يعيشون في غزة عن المنظمة التي تسيطر عليها، وعلينا أن نتحدث عن ذلك. في الأساس لأنهم هناك ونحن هنا لنبقى.

دولة إسرائيل تطلق النار على قدميها عندما تعامل بهذه الطريقة مع الفلسطينيين في اسرائيل، وفي الضفة الغربية (يهودا والسامرة) وفي غزة، وحتى ازدراء حماس وقدراتها هو جزء من ذلك. وهذا الأمر بالغ الأهمية ليس فقط من منطلق القيم، ولكن أيضًا من وجهة نظر عملية تمامًا. وبسبب سوء السياسة، فإن العنصرية تتجذر في البلاد، ونحن نغرق.

أتوقع فترة طويلة من الكآبة والحزن. كسر سيحتاج وقت طويل للشفاء منه. عندما تنتهي الحرب، لن يبدأ الناس إلا في نقل القبور من أماكن مؤقتة إلى أماكن دائمة، وأجد صعوبة في التصديق أنه في السابع من أكتوبر 2024 سيكون من الممكن إحياء هذا اليوم باعتباره حدثًا تاريخيًا قد انتهى. ولا أعتقد أن ابنتي ستعود إلى كفار عزة.

وجهت انتقادات شديدة على الحكومة وعلى حماس، وكانت عائلتي من بين أول من أطلق سراحهم. اليوم أؤيد الاقتراح الذي تقدم به نوعام دان: الكف عن انتظار حماس، والإعلان عن إطلاق سراح جميع الأسرى الفلسطينيين مقابل العودة الفورية لجميع المختطفين. الكل مقابل الكل. ونطالب الحكومة الإسرائيلية، في وقت مبكر من صباح الغد، بإبلاغ حماس: "في غضون يومين، سيصل جميع الأسرى الأمنيين المحتجزين في السجون الإسرائيلية إلى حاجز كرم أبو سالم. ومقابلهم، تطالب إسرائيل بجميع المختطفين والأسرى لديها دون استثناء، ستعلن إسرائيل وقف إطلاق النار للسماح لحماس بتحديد مكان جميع المختطفين وجمعهم وإحضارهم إلى الحدود. حماس لن تكون قادرة على رفض ذلك.

نطالب بالإفراج عن المختطفين في الصفقة. محاولات الإنقاذ العسكرية تعرضهم للخطر.

لا شيء مما شهدناه خلال هذا الوقت يمكن وصفه بالكلمات، وخاصة السعادة والتأثر عند عودتهم. رفضت تصديق ذلك حتى اللحظة التي رأيتهم فيها. وعندما عادت هاجر، قالت إنها تعتقد أن أفيحاي قد قُتل في المعركة. طوال فترة الأسر، كانت متأكدة من رحيله، ولم تكتشف أنه على قيد الحياة إلا عندما عادت. لا توجد كلمات تصف ذلك. 

في البداية تصرفنا كما اعتدنا، مثل أي جد وأحفاده. كان هناك عناق وقبلات ودغدغة وقصص الجدة التي أرويها لهم. هكذا سار اللقاء في الليلة الأولى وفي اليوم التالي. ولكن شيئًا فشيئًا تخرج الشياطين، والوضع ليس جيدًا. كان عمر أوريا في الرابعة والنصف من عمره، وكان يوفال في الثامنة من عمره، وكان عمر أوفري في العاشرة من عمره بالضبط في ذلك اليوم. نعتني  بهم.

في المقابلات سُئلت عن مخاوفي. في البداية قلت إنني قلقة من أن تكون عائلتي في أيدي مجانين قتلة. وبعد أسبوعين قلت إنني أشعر بالقلق إزاء قصف الجيش، واليوم أعلم أن لدي سبباً وجيهاً. ثم أضيف إلى ذهني قلق آخر، وهو القلق من أن يحاولوا إنقاذهم.

أكفر بالحاجة الحاجة لهذه الحرب الآن. صحيح أنه يجب القضاء على حماس، ولكن حتى الآن كان ساستنا البائسون يصفون حماس "بالثروة"، وحتى الآن قاموا برعايتها. لذا فإن كل ما لم يفعلوه لمدة عشرين عامًا، يمكن القيام به بعد إطلاق سراح المختطفين. لم يفت الأوان بعد لوقف الحرب. يمكننا ويجب علينا إطلاق سراح الجميع، وعندها فقط نفعل ما نعتقد أنه يجب القيام به.

إنقاذ المختطفين هو إنقاذ لروح دولة إسرائيل.

موشي لوتيم من كيبوتس جفولوت، ناضل لإرجاع إبنته وأحفاده الذين أختطفوا من بيتهم الى غزة.