"لحظة، كيف برأيكم يحصل هذا الأمر؟ كيف نحن الآن على قطار خاص بنا؟"

"استأجروا قطارًا"

"في القطار هنالك خدمة مثل هذه؟"

"نعم، قطار إسرائيل. المال يحل كل شيء"

"المال يحل كل شيء".

الجمعة الماضي، 9.6، أقيم في مرزعة فيتكين، حفل زفاف ستاف بيلوغولوفسكي نجل مالكي فيتكين وينري، وعميت تومر، صحافية اقتصادية وابنة د.رون تومر - رئيس اتحاد المصنّعين، رئيس مجلس رئاسة أرباب العمل والشركات في إسرائيل وصاحب شركة الأدوية أونيفارم. ليس من السهل الوصول قبل دخول  السبت من منطقة مركز البلاد (غوش دان) إلى عيمك حافر - البنية التحتية للمواصلات في البلاد يبسة، بما في ذلك المواصلات العامة. لكن ضيوف حفل الزفاف الذين جاءوا من مركز البلاد، وصل ليقهم قطار كامل ومكيف وخاص، من محطة قطار سافيدور مركز في تل أبيب مباشرة إلى مزرعة ومعمل النبيذ حيث أقيم  حفل الزفاف، عن طريق محطة كفار فيتكين، المغلقة أمام الجمهور منذ أكثر من عقدين.

 في محطة سافيدور مركز، ظهر يوم الجمعة، أوشكت خدمة القطارات على الانتهاء في غضون ساعات قليلة وعرضت على اللوحات رحلات إلى بئر السبع ونهاريا وأشكلون والقدس.   قطار الزفاف لم يظهر في جدول القطارات، لكن الضيوف يعرفون مكان الانتظار ويصل قطارهم الخاص بالضبط في الوقت المحدد، الساعة 13:30. في حالة اختيار شخص من الجمهور للانضمام إلى الركوب، يتم الإعلان في القطار عند مدخل محطة هرتسليا: "القطار مخصص لحفل الزفاف فقط. أرجوك انزل من القطار. شكرًا لك". يصل القطار إلى كفار فيتكين، المحطة المهجورة، يتم وضع درج متنقل هناك، كي ينزل الضيوف من القطار.

 خدمت محطة قطار كفار فيتكين سكان منطقة وادي عيمك حيفر من الستينيات حتى عام 1997. التفسير الرسمي لإغلاقها كان "عدم وجود طلب كاف" ، لكن طلب الجمهور بإعادة افتتاح وحتى بناء محطة أخرى في المنطقة، بدأ في نفس فترة اغلاقها. في عام 2000، رد وزير المواصلات أمنون ليفكين شاحك على طلب من السكان بأن المحطة في كفار فيتكين ليست على قائمة أولويات وزارة المواصلات. في سبتمبر / أيلول 2016، قامت مجموعة أخرى من السكان بالتنظيم وتقديم التماس إلى كيرين ترنر، المديرة العامة لوزارة المواصلات، مع نفس المطلب، وتم الرد بالنفي مرة أخرى. لا يزال سكان عيمق حيفر مجبرين على الاعتماد على مركباتهم الخاصة ومواجهة الاختناقات المرورية التي لا تنتهي. يقول عومر راز، مهندس بيئي ومقدم بودكاست "هأوربنيستيم":  "عيمك حيفر، إلى جانب منطقة جنوب الشارون، من أكثر المناطق ازدحامًا في إسرائيل، ويعمل معظم السكان في غوش دان أو حيفا، وإذا لم يكن هناك قطار، فعليهم الاعتماد على حافلات أو سيارة خاصة. يتحدثون منذ فترة عن محطة أحيتوف على السكة الحديدية الشرقية، لكنهم في الوقت الحالي لا يقومون ببنائها. "على صفحة  فيسبوك "نريد قطارا في عيمك حيفر" كتب نشطاء محليون:" أربعون ألف شخص في الحصار - يريدون قطارًا في عيمك حيفر!"

اتضح أن الطلب مسألة نسبية. تقدم شركة قطار اسرائيل، التي لا ترى بخدمة 40 ألف مواطن طلبًا كافية، خدمة تأجير قطارات على موقعها على الإنترنت بناءً على طلبكم. "إذا كنت مهتمين باستئجار قطار كامل والاستمتاع برحلة قطار خاصة، فسيتم تحديد محطات المغادرة والوجهة والتوقفات في وسط الطريق وأوقات القطار وفقًا لطلبكم (وفقًا للجدوى التشغيلية والتنسيق المسبق)، وسيسمح لكم ذلك بالاستمتاع بتجربة ممتعة وهادئة وآمنة". لا يتعهد الموقع بتشغيل محطات تم إغلاقها لفترة طويلة من أجل راحتكم. لكن لا تقلقوا، فبضع عشرات الآلاف من الشواقل كل شيء سيكون على ما يرام. ماذا قال الضيوف؟ "المال يحل كل شيء" ما ينقص هو المال العام فقط، من النوع الذي سيحل كل شيء حتى بالنسبة لأولئك الذين يصلون إلى المحطة الأقرب إلى منزلهم ويكتشفون أنها مغلقة منذ 20 عامًا. يعرف كل مستخدم لقطار اسرائيل: البنية التحتية تنهار بسبب الحاجة العامة المتزايدة. العربات المزدحمة، ووتيرة الرحلات غير كافية، والجمهور المتزايد باستمرار الذي يتطلب استثمارات عامة كافية في توسيع خدمة القطارات. إن اختيار استخدام موارد القطارات المحدودة  لتلبية أهواء أولئك الذين لديهم ما يكفي للدفع، أمر يستحق إعادة النظر فيه بجدية.

تعقيب شركة قطار إسرائيل:

قطار اسرائيل هي شركة حكومية يتمثل دورها في تقديم الخدمات لمواطني دولة إسرائيل مع إيجاد مصادر دخل إضافية. تشغيل القطارات الخاصة هي خدمة تسمح بها شركة قطار اسرائيل، بشرط ألا تؤثر على الخدمة المنتظمة لركاب القطار. تتم مراجعة كل طلب للحصول على قطار خاص على حدة، وفقًا لجدول تشغيل الشركة. على سبيل المثال، يتم تشغيل قطارات المعجبين لمباريات كرة القدم أو القطارات الخاصة للشركات والمؤسسات الخاصة، الذين يدفعون لقطار إسرائيل مقابل تشغيل هذه القطارات التي تعمل أحيانًا بين محطات ليست على طرق السفر العادية. نلاحظ أنه في يوم الحدث الذي يتم الحديث عنه، قامت شركة قطار إسرائيل أيضًا بتشغيل قطارات تعزيز مخصصة من أجل خدمة العديد من المشاركين في موكب الفخر في تل أبيب.

بالنسبة لسؤالكم حول محطة كفار فيتكين،  لم يتم إعادة تشغيل المحطة، ولكن تم وضع سلالم مؤقتة (لكن وفق القانون والمعايير) هناك، كما يحدث في كثير من الحالات عند الضرورة.